الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{أَكْفِلْنِيها} اجعلني كافلها وانزل أنت عنها.{وَعَزَّنِي} غلبني.{الصَّافِناتُ الْجِيادُ} القائمة على ثلاث قوائم الثّانية رابعتها.32- {أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ} آثرت حبّ المال على ذكر ربّي.{حَتَّى تَوارَتْ} أي: الخيل، أو الشمس، ودلّ عليها إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ.33- {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ} كواها في الأعناق والقوائم، وجعلها حبيسا في سبيل اللّه مسوّمة كفارة لصلاة فاتته، أو ذبحها وعرقبها وتصدّق بلحومها كفارة.وقيل: جعل يمسح أعراف الخيل وعراقيبها حبّا لها.34- {فَتَنَّا سُلَيْمانَ} خلّصناه، أو ابتليناه.وسبب فتنته قربانه بعض نسائه في الحيض. وقيل: احتجابه عن النّاس ثلاثة أيام. وقيل: تزوّجه في غير بني إسرائيل.{وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا} أي: ألقيناه لأنه مرض فصار كالجسد الملقى.{ثُمَّ أَنابَ} إلى الصحة.35- {لا يَنْبَغِي} لا يكون لأنه لما مرض عرض لقلبه زوال ملك الدنيا، فسأل ملك الآخرة.36- {حَيْثُ أَصابَ} قصد وأراد. يقال: أصاب الصواب فأخطأ الجواب.41- {بِنُصْبٍ} بضرّ، وبِنُصْبٍ تعب، وإنما اشتكى وسوسة الشّيطان لا المرض، لقوله: {إِنَّا وَجَدْناهُ صابِرًا} كان الشّيطان يوسوس أن داءه يعدي، فأخرجوه واستقذروه، وتركته امرأته.42- {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} حرّكها واضرب بها الأرض، فضرب فنبعت عينان.43- {وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ} كانوا مرضى فشفاهم، وقيل: غائبين فردّهم.وقيل: موتى فأحياهم.{مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ} أي: الخول والمواشي، أو وهب لهم من أولادهم مثلهم.44- {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا} جاءته بأكثر مما كانت تأتيه من خير الخبز، فاتهمها.والضغث: الحزمة من الحشيش.45- {أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ} القوى في العبادة والبصائر في الدين.46- {بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} إذا نونت الخالصة كانت {ذِكْرَى الدَّارِ} بدلا عنها، أي: أخلصناهم بذكرى الدار بأن يذكروا بها، أو يكون خبر مبتدأ محذوف، أي: بخالصة هي ذكر الدار.وإن لم تنون كانت الخالصة صفة لموصوف محذوف، أي: بخصلة خالصة ذكر الدار. وفي الخبر: أن الخالصة هي الكتب المنزلة التي فيها ذكر الدار.وعن مقاتل: {أَخْلَصْناهُمْ} بالنّبوّة، وذكر الدار: الآخرة، أي:يكثرون ذكرها.49- {هذا ذِكْرٌ} أي: شرف يذكرون به، {وإنّ لهم} مع ذلك {لَحُسْنَ مَآبٍ}.52- {أَتْرابٌ} على مقدار أسنان الأزواج.57- {هذا فَلْيَذُوقُوهُ} الأمر هذا حميم منه، حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ منتن مظلم بالتخفيف، والتشديد غسق الجرح سال، وغسق اللّيل: أظلم.58 {وَآخَرُ}: عذاب آخر.{مِنْ شَكْلِهِ} شكل ما تقدم ذكره، ويجوز أن يتعلق ب آخَرُ.أي: وعذاب آخر كائن من هذا الشّكل، ثم أَزْواجٌ صفة بعد صفة.59- {هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ} هم فوج بعد فوج يقتحمون النّار، فالفوج الأول: الشّياطين، والثاني: الإنس، أو الأول الرؤساء، والثاني الأتباع.{لا مَرْحَبًا بِهِمْ} لا اتسعت أماكنهم.63- {أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا} من الاستفهام الذي معناه التوبيخ، أي: كانوا من السّقوط بحيث يسخر منهم.61- {عَذابًا ضِعْفًا} لكفرهم ولدعائهم إليه.69- {بِالْمَلَإِ الْأَعْلى} بالملائكة اختصموا في آدم حين قيل لهم: {إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}.72- {نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} توليت خلقه من غير سبب كالولادة التي تؤدي إليها، وكذا تفسير {لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} كلّ ذلك لتحقيق الإضافة، وأنّه لم يكن بأمّ أو بسبب.84- {فَالْحَقُّ} رفعه على أنه خبر المبتدأ، أي: قال: أنا الحق نصبه على التفسير، فقدّمه، أي: لأملأنّ جهنّم حقّا.{وَالْحَقَّ أَقُولُ} اعتراض أو قسم، كقولك: عزمة صادقة لآتينّك. اهـ.
{وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ} وهذا على سبيل التعريض وتصوير المسألة إذ ليس في الواقع هناك نعاج ولا يعني ولا يمنع فعل ذلك على فرض وجوده على الملائكة فقال صاحب للتسع والتسعين لصاحب الواحدة {أَكْفِلْنِيها} أعطينها وتنازل عنها واجعلها نصيبي لأن الكفيل النصيب {وَعَزَّنِي} غلبني وفي المثل من عزيز أي تفوّق عليّ وأخذني بفصاحته {فِي الْخِطابِ} المخاطبة أو في الخطبة حين طلبها منه وقد صور الملكان الحادثة ومثلاها حرفيّا ولم يتركا منها إلا إبدال المرأة بالنعجة قال داود عليه السلام بعد أن سأل الخصم الآخر واعترف له بالحادثة كما قررها الخصم الأول، لأنه لا يمكن أن يحكم قبل أخذ الجواب من الخصم ولهذا بين بحكمه سبب الظلم فقال واللّه إنّ هذا {لَقَدْ ظَلَمَكَ} يا صاحب النعجة الواحدة {بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ} وضمها {إِلى نِعاجِهِ} التسع والتسعين ولكن ليس هذا وحده الباغي {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطاءِ} الشركاء أمثاله الذين يخلطون أموالهم باموال غيرهم وتطلق كلمة الخلطاء على غير المحمودين من الناس ولذلك قال: {لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ} بسائق الطمع والحرص وحب التكاثر بالأموال التي تميل بذويها إلى الباطل إن لم يتولّهم اللّه بلطفه وهم المتشبثون بقوله عز قوله: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ} فإنهم لا يبغون ولا يطمعون {وَقَلِيلٌ ما هُمْ} الصالحون المؤمنون المبعدون عن الظلم جدا قليلون ولما فهمهما حكمه هذا نظرا إلى بعضهما وصعدا إلى السماء على مرأى من داود فعرفهما أنهما أنها ملكان بعثهما اللّه اليه ليذكراه ما وقع منه من الخطيئة، ويروى أن داود حينما سأل المدعى عليه عن سبب أخذه النعجة أجابه بانه يريد إكمال نعاجه مائة بها فقال داود: إن رمت ذلك ضربنا منك هذا وأشار إلى أنفه وجبهته، فقال يا داود أنت أحق أن يضرب منك هذا، لأنك فعلت كيت وكيت، ثم نظر داود فلم ير أحدا.فإن صح قول الملك إلى داود هذا الكلام يحمل على أن ذنوب الأنبياء مهما صغرت فهي كبائر بالنظر لعلو شأنهم.والقصد من قوله فعلت كيت وكيت انك كلفت الرجل بالتنازل عن زوجته أو خطيبته لك مع استغناءك عنها تبعا لإرادة نفسك قال ابن عباس: إن داود لما دخل عليه الملكان وقضى على نفسه تحولا في صورتها وعرجا إلى السماء وهما يقولان قضى الرجل على نفسه فعلم أنهما عنياه وانهما ملكان وتنبه لعمله ولهذا قال تعالى: {وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ} ابتليناه واختبرناه حتى عرف زلته {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ} مما وقع منه {وَخَرَّ} سقط على الأرض {راكِعًا} ساجدا لأن الركوع مجاز من السجود ولأن الخرّ السقوط وتقول العرب نخلة راكعة وساجدة إذا رأوها ساقطة على الأرض.قال قائلهم: فمعناه السجود إلا أنه يعبر عنه أحيانا بالركوع مجازا {وَأَنابَ} إلى ربه راجعا عن خطأه تائبا من زلته تعظيما لامتحان ربه واستعطافا لجلب رحمته فقبل اللّه منه وسترها عليه وأظهر له قبول توبته بقوله: {فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ} الذي وقع منه {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى} قرية ومكانة حسنة {وَحُسْنَ مَآبٍ} مرجع ومعاد فوق المغفرة بسبب اعترافه وندمه الآتي، وهذه السجدة عند أبي حنيفة من عظ ثم السجود لما روى البخاري.قال مجاهد قلت لابن عباس أأسجد في ص فقرأ {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ} إلى {فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ} الآيات 84 إلى 91 من الأنعام في ج2.فقال نبيكم أمران نقتدي بهم فسجدها داود وسجدها محمد صلوات اللّه عليهم وسلامه.وعند الشافعي، انها سجدة نبيّ لا توجب سجود التلاوة، وقدمنا ما يتعلق بهذا أواخر سورتي والنجم والعلق المارتين فراجعهما ففيهما كفاية.هذا ما قصه اللّه علينا من زلة داود عليه السلام.
|